رئيس الجمهورية التأكيد على إرادة الجزائر للعمل على إطلاق عمل عربي مشترك “بروح جديدة” يجب أن يتجسد خلال القمة العربية التي تتعهد الجزائر بتنظيمها.
اقرت زيارة العمل التي قام بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى مصر يومي الاثنين و الثلاثاء، فرصة للطرفين للتأكيد على ضرورة العمل المشترك على الصعيدين الإفريقي والعربي، الى جانب تعزيز التعاون الثنائي خاصة في المجال الاقتصادي.
وشهدت الزيارة نشاطا مكثفا لرئيس الجمهورية، الذي خص باستقبال رسمي يعكس عمق العلاقات التاريخية و الاخوية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، محادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية الرئاسي بالعاصمة القاهرة، والتي تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتوسعت المحادثات لتشمل وفدي البلدين، حيث تم استعراض العديد من المسائل المتعلقة بالتعاون الثنائي في مجالات متنوعة، كالتعليم العالي و البحث العلمي و الثقافة و الشراكة الثنائية عبر تجسيد مختلف المشاريع وتبادل الخبرات في مجال المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة و مسائل أخرى تتعلق بالتعاون الدبلوماسي وبتبادل الزيارات و التنسيق المستمر.
وعقب المحادثات التي جمعتهما خلال اليوم الثاني من الزيارة، نشط الرئيسان ندوة صحفية مشتركة أكدا خلالها على ضرورة العمل سويا على حفظ المكانة اللائقة التي يحتلها البلدان على الصعيد العربي و الإفريقي والواجهة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
وفي هذا السياق، أكد السيد تبون أن المحادثات مع نظيره المصري كانت “ثرية ومثمرة وتندرج في سياق التشاور المستمر والمتواصل حول العلاقات الثنائية والدور المنوط بمصر والجزائر ومساهمتهما في مسار الدفع بالتعاون عربيا وإفريقيا، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
كما كانت المحادثات –يضيف رئيس الجمهورية– فرصة للتطرق إلى التعاون الاقتصادي، حيث أن “الباعث الاقتصادي في المبادلات وتسهيل الاستثمار بين البلدين أخذا حيزا من هذه المحادثات”.
من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية سعيه رفقة القادة العرب إلى إحاطة القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر ب”الأسباب التي توفر أرضية مشتركة” للانطلاق في عمل عربي مشترك “بروح جديدة”.
و أعرب الرئيس تبون عن أمله في “بناء جسور التلاقي والتعاون والتفاهم عربيا وإفريقيا”، مشيرا إلى أن المحادثات كانت فرصة للتطرق الى “البعد الجيوسياسي الإقليمي، الإفريقي والعربي على وجه الخصوص”، حيث شدد على أن ذلك “سيبقى هدفا متجددا في استراتيجية التعاون الجزائري-المصري-الإفريقي والجزائري-المصري-العربي”.
من جهته، ثمن الرئيس المصري “جهود الجزائر في مكافحة الارهاب في الساحل و الصحراء، في ظل التحديات التي تعرفها المنطقة”، مضيفا أنه “تم التوافق على تكثيف الجهود المشتركة على الساحة الافريقية، و استمرار التنسيق والتعاون على مستوى الاتحاد الافريقي لتحقيق الرخاء و الاستقرار في افريقيا”.
و أكد السيد السيسي على مواصلة مكافحة الارهاب “من خلال تفعيل اطر التعاون، و آليات التشاور والتنسيق على كافة المستويات، منها تحقيق التنمية الشاملة ومواجهة التدخلات الخارجية في المنطقة”.
وعقب الندوة الصحفية، أقام عبد الفتاح السيسي مأدبة غذاء على شرف السيد تبون، بحضور الوفد المرافق لرئيس الجمهورية وكبار المسؤولين في الدولة المصرية.
الرئيس تبون يعطي موافقته على إعادة فتح المركز الثقافي الجزائري بمصر
وكان رئيس الجمهورية التقى في اليوم الأول من هذه الزيارة بممثلين عن الجالية الوطنية بمصر، حيث استمع إلى انشغالاتهم، و أسدى تعليمات بضرورة التكفل بهما.
و بالمناسبة أعطى موافقته على إعادة فتح المركز الثقافي الجزائري بمصر، المغلق منذ أكثر من سبع سنوات، ليكون “في مستوى ثقافة الجزائر وتاريخها”، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب “شهرا أو شهرين”.
وتبادل رئيس الجمهورية مع اعضاء من الجالية أطراف الحديث حول السياسة المنتهجة من قبل الدولة لإشراكهم في مسار البناء المؤسساتي، مؤكدا في الوقت ذاته على الأولوية التي تحظى بها الجالية الوطنية في برنامج عمله، و هو ما يتجلى في التدابير الأخيرة المتخذة خلال الندوة الوطنية للدبلوماسية المنعقدة مؤخرا بالجزائر.
و أكد السيد تبون أنه يتابع يوميا وباهتمام أحوال الجالية الوطنية بالخارج، مشيدا ب”حسن الضيافة و الأخوة” التي تحظى بها الأخيرة بمصر من قبل الشعب المصري الشقيق.
بدورها، نوه أعضاء من الجالية بمصر بالأهمية التي يوليها السيد تبون لقضاياهم و تكفله بحل مشاكلهم من خلال خطوات عملية و ملموسة.
وفي هذا الصدد، قال أحد أفراد الجالية الجزائرية بمصر أن “ثقافة وهوية الجزائر أصبحت مسلوبة ومنهوبة من قبل البعض”، الأمر الذي يتطلب ضرورة إعادة فتح المركز الثقافي للحفاظ على التراث الجزائري الغني.
و.ك.ج