يغلق بوتين الباب أمام المفاوضات الدبلوماسية ويدفع الغربيين إلى تطبيق عقوبات جديدة.
بعد أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته بدخول منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا يوم الاثنين21 فيفري 2022، في تحدّ للغرب أثار ردود فعل غاضبة ومندّدة في مجلس الأمن اعتبرت الخطوة “ذريعة لحرب”.
رغم ذلك، أعلنت روسيا الثلاثاء 22 فيفري 2022 أنها لا تزال “مستعدة” لإجراء مفاوضات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي من المقرر أن يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف الخميس24 فيفري 2022.
وبعد أسابيع من حشد جنود في محيط أوكرانيا، اعترف زعيم الكرملين باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك اللتين يسيطر عليهما متمردون أوكرانيون موالون لموسكو منذ عام 2014. وأتبع ذلك بأمر الجيش الروسي بـ”حفظ السلام” في المنطقتين.
وفي مرسومين رسميين، أمر بوتين وزارة الدفاع الروسية بأن “تتولّى القوات المسلحة الروسية مهمة حفظ السلام على أراضي الجمهوريتين الشعبيتين”.
وقال بوتين إنه كان من الضروري “اتخاذ قرار تأخّر كثيراً، بالاعتراف فوراً باستقلال كلّ من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية وسيادتهما”.
وأثار الاعتراف بالجمهوريتين الانفصاليتين تنديدا دوليا وتهديدات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض حزمة أوسع من العقوبات الاقتصادية ضد موسكو.
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء 22 فيفري 2022 أن الاتحاد سيقرّ عقوبات ضد روسيا “بعد ظهر اليوم”.
وكان متحدث باسم البيت الابيض قال لوكالة فرانس برس الإثنين “نخطط لإعلان عقوبات جديدة ضد روسيا غدا (…)، ونحن ننسق مع حلفائنا وشركائنا بشأن هذا الإعلان”.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الليلة الماضية سخرت خلالها السفيرة الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد من تأكيد بوتين أن مهمة القوات الروسية “حفظ السلام”.
لكن السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد خلال الجلسة أن بلاده “تبقى منفتحة على الدبلوماسية”.
وصرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تعليقات نشرت على موقع يوتيوب الثلاثاء “حتى في اللحظات الأكثر صعوبةً… نقول: نحن مستعدّون لآلية مفاوضات، لذلك موقفنا يبقى نفسه (…) لا نزال نؤيد سلوك المسار الدبلوماسي”.
وأثار إعلان بوتين هلعا في الأسواق المالية. وتهاوت الأسهم في جلسات التداول الأولى في آسيا، فيما ارتفعت أسعار النفط. كما تراجع مؤشر البورصات الروسية بأكثر من 8 بالمئة عند افتتاح التداولات الثلاثاء. كما تراجعت الأسهم الأوروبية لدى افتتاح جلسات التداول أيضا.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وحفظ السلام روزماري ديكارلو خلال جلسة مجلس الأمن الدولي “الساعات والأيام القادمة ستكون حرجة”، مشيرة الى أن “هناك خطرًا حقيقيًا لنشوب نزاع كبير ويجب منعه بأي ثمن”.
م.ج